تزدان شوارع معظم مدننا المصرية باللافتات الضخمة التي تدعو جميع فئات الشعب لممارسة حب الإطلاع والقراءة باعتبارها سبيلاً لرقي المجتمعات ورفعتها ، هذا ما تدعو له مؤتمراتنا ، ودعاياتنا الإعلامية ، ومعارض الكتب ، آخرها ( معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الأربعين ) ، ولكنّ كل هذا الزخَم تجهضه سياساتنا وسياسات مؤسساتنا التعليمية والبحثية ، حيث يناقض التطبيقُ الشعار المعلن 0
فهذه الدعايات تشي بأن الدولة مهتمة بزيادة أعداد الراغبين في الإطلاع والمعرفة ، ومن باب أولى دعم فئات الباحثين التي تشكل القراءة والكتب مصدراً أصيلاً لأبحاثهم ومعلوماتهم ، ولكن الواقع يقول خلاف ذلك 0
هذا الواقع يُحبط – للأسف - كثيراً من الباحثين والعلماء ، ويضع المقاصل والعراقيل في طريقهم ، بداية من سوء الأحوال الاقتصادية ، إلى فرض الضرائب على العلم والمعرفة التي يجب أن تتمتع بالمجانية لجميع فئات الشعب ؛ فإذا ذهبتَ إلى إحدى المكتبات الجامعية ، مثل : المكتبة المركزية لجامعة عين شمس أو جامعة القاهرة ، أو أي مكتبة من مكتبات الكليات التابعة لهما ، أو مكتبة معهد الدراسات العربية العالية ، 000 إلخ ، فستجد المسئولين بالمكتبة يطالبونك برسم للاطلاع ، تختلف صورته وقيمته من مكتبة لأخرى ، فهناك رسم إطلاع يومي وآخر أسبوعي ، وشهري ، وأيضاً سنوي ، ولا يقل رسم الإطلاع اليومي عن خمسة جنيهات في أغلب المكتبات 0
فكيف لباحث أو طالب دراسات عليا يتكبد مصاريف مرتفعه في دراسته ( زادت أربعة أضعاف في السنتين الماضيتين ) أن يدفع هذه الضرائب الجائرة-من وجهة نظري – وهو يعاني من ضيق العيش وصعوبة المواصلات وكلفتها حتى يصل للمكتبة ؟ كيف نعامل المصري في بلده معاملة الأجنبي ، فنضيِّق عليه سبل المعرفة والقراءة والبحث ، مما يسهم في وأد ثروة من أعظم ثرواتنا ، وهي الثروة البشرية من الكفاءات البحثية والعلمية ، في الوقت الذي تقدّم فيه معظم الجهات الأجنبية إغراءاتها لاجتذاب هذه العقول للاستفادة منها ، وبلدنا أولى بذلك 0
أنا أقدِّم هذه الصرخة لكل المسئولين عن التعليم والبحث العلمي في مصر للسعي نحو إلغاء كافة الرسوم التي تفرضها المكتبات الجامعية على الإطلاع بها ، حتى تتحقق مجانية الإطلاع والمعرفة ، وتتيسر سبل البحث العلمي للباحثين ، فلا نضيف إلى هموم بحثهم عن لقمة العيش هموماً أخرى ، ففي الوقت الذي ندعم فيه بالملايين والمليارات الأرجل التي تلعب ، نطلق الرصاص على العقول التي تفكِّر وتبدع أو نضع في طريقها الأشواك!!
أحمد محمد الدماطي
ماجستير الدراسات الأدبية
كلية دار العلوم - جامعة القاهرة
فهذه الدعايات تشي بأن الدولة مهتمة بزيادة أعداد الراغبين في الإطلاع والمعرفة ، ومن باب أولى دعم فئات الباحثين التي تشكل القراءة والكتب مصدراً أصيلاً لأبحاثهم ومعلوماتهم ، ولكن الواقع يقول خلاف ذلك 0
هذا الواقع يُحبط – للأسف - كثيراً من الباحثين والعلماء ، ويضع المقاصل والعراقيل في طريقهم ، بداية من سوء الأحوال الاقتصادية ، إلى فرض الضرائب على العلم والمعرفة التي يجب أن تتمتع بالمجانية لجميع فئات الشعب ؛ فإذا ذهبتَ إلى إحدى المكتبات الجامعية ، مثل : المكتبة المركزية لجامعة عين شمس أو جامعة القاهرة ، أو أي مكتبة من مكتبات الكليات التابعة لهما ، أو مكتبة معهد الدراسات العربية العالية ، 000 إلخ ، فستجد المسئولين بالمكتبة يطالبونك برسم للاطلاع ، تختلف صورته وقيمته من مكتبة لأخرى ، فهناك رسم إطلاع يومي وآخر أسبوعي ، وشهري ، وأيضاً سنوي ، ولا يقل رسم الإطلاع اليومي عن خمسة جنيهات في أغلب المكتبات 0
فكيف لباحث أو طالب دراسات عليا يتكبد مصاريف مرتفعه في دراسته ( زادت أربعة أضعاف في السنتين الماضيتين ) أن يدفع هذه الضرائب الجائرة-من وجهة نظري – وهو يعاني من ضيق العيش وصعوبة المواصلات وكلفتها حتى يصل للمكتبة ؟ كيف نعامل المصري في بلده معاملة الأجنبي ، فنضيِّق عليه سبل المعرفة والقراءة والبحث ، مما يسهم في وأد ثروة من أعظم ثرواتنا ، وهي الثروة البشرية من الكفاءات البحثية والعلمية ، في الوقت الذي تقدّم فيه معظم الجهات الأجنبية إغراءاتها لاجتذاب هذه العقول للاستفادة منها ، وبلدنا أولى بذلك 0
أنا أقدِّم هذه الصرخة لكل المسئولين عن التعليم والبحث العلمي في مصر للسعي نحو إلغاء كافة الرسوم التي تفرضها المكتبات الجامعية على الإطلاع بها ، حتى تتحقق مجانية الإطلاع والمعرفة ، وتتيسر سبل البحث العلمي للباحثين ، فلا نضيف إلى هموم بحثهم عن لقمة العيش هموماً أخرى ، ففي الوقت الذي ندعم فيه بالملايين والمليارات الأرجل التي تلعب ، نطلق الرصاص على العقول التي تفكِّر وتبدع أو نضع في طريقها الأشواك!!
أحمد محمد الدماطي
ماجستير الدراسات الأدبية
كلية دار العلوم - جامعة القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق