الصبح الجديد
شعر : أحمد محمد الدماطي
(كُتبت قبل عام 2005م ، وحصلت على الجائزة الأولى في مسابقة الأديب عبدالرحمن الشرقاوي للإبداع الشعري 2010م)
هَلْ تَعْلَمِينَ يَا حَبِيبَتِي
بأَنَّنِي
وُلِدُتُ مَرَّتَيْنْ
فَمَرَّةً وُلِدْتُ ، والتِفَاتَةَ الرَّبيعْ
وَمَرَّةً أُخْرَى وُلِدْتُ
وَفِي شَفَتَيَّ أُغْنِيَهْ
تَرْتَاحُ بَيْنَ أَضْلُعِي حَمَامَةٌ
بِقَلْبِهَا الوَدِيعْ
تَسْتَمْطِرُ الأحْلامَ .. والأنْسَامَ .. والأَمَلَ البَدِيعْ
وَتُبَاغِتُ الحُبَّ المُعَبَّأَ في زُهُورِ البَاسَمِينْ
مَنْ لي بِقَلْبٍ قَدْ تَسَرْبَلَ بالضِّياءِ وبالحَنِينْ
في ظِلِّ أَزْمِنَةٍ بِلَوْنِ الليْلِ والحِقْدِ الدَّفِينْ
في ظِلِّهَا ... هَلْ – يَا حَبِيبَةُ – تَطْلُبِينْ
فَجْرَاً ضَحُوكَاً ضَوؤُهُ يعْلُو الجَبِينْ ؟
والبَسَْمَةُ الخَرْسَاءُ تُقْتَلُ في عُيُونِ البَائسِينْ
وَرَكَائِبُ المَوْتِ المُتَبَّلِ بالضَّيَاعِ وبالأَنِينْ
تجْتَاحُ كُلَّ مَرافِئي وَتَغُلُّ أَشْوَاقَ السِّنينْ
وَتُصَادِرُ الحُلْمَ المُرَاوِغَ في صُدُورِ المُتْعَبِينْ
هَلْ – يا حَبِيبَةُ – تَعْلَمِينْ
أنَّ ابْتِسَامَاتِ الرِّفَاقِ تَئِطُّ مِنْ وَجَعٍ دَفِينْ
وَعَقَائرَ الفَجْرِ المُنَاضِلِ غَالَهَا خَرَسٌ مُشِينْ
حتَّى النَّسَائِمَ لَمْ تَعُدْ تَغْذُو لِقَاءَ العَاشِقِينْ
قَدْ بَعْدَ هذا – يا حَبِيبَةُ – تَسْأَلِينْ
مَنْ يُوقِدُ الشَّمْسَ الأسِيفَةَ.. يَرْقَأُ الدَّمْعَ السَّخِينْ
سَتَجِيئُكِ البُشْرَى .. وَفي تَرْتِيلِهَا فَجْرٌ وَلِيدْ
يَجْتَثُّ طَاغُوتَاً ، وَيُقْسِمُ قَدْ مَضَى زَمَنُ العَبِيدْ
وَعلى شِفَاهِ الكَوْنِ يَنْسِجُ بَسْمَةَ الصُّبْحِ الجَدِيدْ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق