2008-07-09

أشعار جميلة العلايلي تعود للظهور في رسالة جامعية


ماجستير حول حياة وشعرالشاعرة " جميلة العلايلي "
حصل الباحث / أحمد محمد الدماطي على درجة الماجستير بتقدير ممتاز في يناير 2008م بكلية دار العلوم جامعة القاهرة ، عن رسالته في دراسة حياة "جميلة" وشعرها ، بعنوان :( جميلة العلايلي ، حياتها وشعرها : دراسة فنيّة )، وبإشراف السيد أ.د/ شعبان محمد مرسي أستاذ الدرساات الأدبية بكلية دار العلوم . تقع الرسالة في ( 544ص ) مقسمة إلى ثلاثة ابواب : الباب الأول ( حياة جميلة العلايلي ) ، والباب الثاني ( الدراسة الموضوعية ) يدرس فيه الموضوعات في شعرها ( حب - طبيعة - شكوى وألم - تأمل فلسفي - شعر اجتماعي ، ووطني ، وشعر الرثاء ...). والباب الثالث ( الدراسة الفنية ) بدراسة أدوات التشكيل الفني ( اللغة والأسلوب والمعجم الشعري - الصورة الفنية - الموسيقى الشعرية ) . الرسالة موجودة بمكتبات : [ كلية دار العلوم - المكتبة المركزية بجامعة القاهرة - شبكة المعلومات الجامعية بجامعة عين شمس - مكتبة الأسكندرية بالإسكندرية ] 0


ملخص الرسالة

تتعرض هذه الدراسة- وهي أول دراسة كاملة ومستقلة عن حياة جميلة العلايلي وشعرها - لحياة وشعر شاعرة رائدة في جماعة أبولو الشعرية ، حيث كانت الشاعرة صوتاً فاعلاً في الحركة الأدبية والشعرية – النسوية خاصة – في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين .
وقد قسَّمت هذه الرسالة إلى مقدّمة ،وثلاثة أبواب ، وخاتمة ، تناول أوَّلها : حياة الشاعرة ، من مولدها ونشأتها ، وأسرتها ، وعلاقتها بأعلام عصرها ( مي زيادة – هدى شعراوي – أبوشادي – زكي مبارك – أنور الجندي – زكي طليمات – إبراهيم ناجي – باكثير – عبد العزيز عتيق ) . وتكشف تلك العلاقات عن كثير من الخفايا في حياتها ، ومدى استفادتها من هذه العلاقات والصداقات . كما تعرّضتْ للجمعيات الأدبية التي اشتركت بها ، ولمحات من تأريخ هذه الجمعيات ، ثم مصادر ثقافتها وتكوينها الأدبي والفكري ، ثم تحدثت عن باقي جوانب حياتها حتى رحيلها ، وتعرّض الفصل الأخير من هذا الباب لآثار شاعرتنا الراحلة الشعرية والنثرية ، مطبوعة كانت أم مخطوطة . وتعرّض الباب الثاني للدراسة الموضوعية ، وتضم ثمانية فصول ، تتحدث عن أبرز الموضوعات في شعر جميلة ، حيث كانت الطبيعة والحب ، والشكوى والألم ، والتأمل الفلسفي ، والشعر الديني ، ثم الوطنى والاجتماعي ، وشعر الرثاء من أبرز الموضوعات في شعر جميلة . وجاء الباب الثالث متحدثاً عن أدوات التشكيل الفني ، في ثلاثة فصول ، الأول عن: (اللغة والأسلوب ) درستُ فيه المعجم الشعري عندها ، وتعبيريَّة الألفاظ المفردة ، من ألفاظ إيحائية ، وتراثية ، وعصرية ، ثم تحدثت عن بعض الظواهر التركيبية والأسلوبية في شعرها ، مثل : التكرار ، والخبر والإنشاء ، والتقديم والتأخير . وكان الفصل الثاني حول الصورة الفنية في شعرها ، وأبرز وسائلها وهي : التشبيه والاستعارة ، وتراسل الحواس ، بينما تحدّث الفصل الثالث عن الموسيقي الشعرية في أشعارها ، وأوضحت في الفصول الثلاثة مدى نجاح "جميلة" في توظيف هذه الأدوات .


مصادر الدراسة
اعتمد الباحث في دراسته على مصادر متنوعة كان في مقدمتها أعمال الشاعرة الراحلة ، ودواوينها المطبوعة والمخطوطة ، والكثير من الدراسات الأدبية والنقدية والدوريات التي تعرضت للشاعرة الراحلة وأشعارها تلك الفترة . كما اتكأ الباحث على كثير من المصادر الشفوية من أسرة الشاعرة ، والأعلام الذين عاصروها ، وعلى رأس هؤلاء الأستاذ / جلال سيد ندا " نجل الشاعرة الراحلة " ، والراحلين :الأستاذ أنور الجندي " ، والدكتور محمد عبد المنعم خفاجي ، رحمهما الله ، والأساتذة : الدكتور عبد العزيز الدسوقي ، ووديع فلسطين ، وكريمة زكي مبارك ، وفايزة أنور الجندي ، ....إلخ . كما اعتمدت الدراسة على تسجيلات صوتية للشاعرة مثل : نسخة صوتية من ديوانها ( نبضات شاعرة ) ، ونسخة من حلقة برنامج ( زيارة لمكتبة فلان ) التي قدمتها الإذاعية نادية صالح من مكتبة الشاعرة .


من نتائج الدراسة
كشفت هذه الدراسة عن كثير من الجوانب التي كانت مجهولة في التأريخ الأدبي لحياة شاعرتنا الراحلة ، وحياة كثير من الأعلام ممن كانوا على صلة بها . وأوضحت الدراسة ما تمتعت به جميلة من جرأة أدبية في التعبير من مكنونات المرأة الشاعرة في أشعارها الوجدانية بصورة لا تتنافى مع العفاف الذي ينبغي للمرأة التحلي به . كما ألمحت أن جميلة كتبت في معظم الأغراض والموضوعات الشعرية . تجمع جميلة في لغتها بين معجم أشعار الرومانسيين ، بانتخاب الكثير من الألفاظ الإيحائية والعصرية ، ولم يخل معجمها الشعري في الوقت ذاته من الألفاظ الكلاسية التراثية . نجحتْ " جميلة " في تشكيل كثير من الصور الفنيّة الناجحة في أشعارها مستخدمة وسائل : التشبيه – الاستعارة – تراسل الحواس . جمعت جميلة في موسيقى أشعارها بين الاحتفاء بنهج المدارس المحافظة في مراعاة وحدة الأوزان والقوافي ، وبين التجديد في الشكل الشعري والموسيقي باستلهام أنماط الموشحات والمسمطات ، والمربع والمزدوج والإكثار من الشعر المقطعي مع تنويع القوافي . كما تمردت في بعض قصائدها على الأوزان والقوافي وذلك في تجاربها القليلة من الشعر المنثور.


من توصيات الدراسة
دعت الدراسة الباحثين للالتفات لدراسة حياة وشعر كثير من الأعلام الذين جحدهم عصرهم ، فغابت عنهم الأضواء ، ليبقوا في الظل حقباً طويلة . كما دعتهم لدراسة الجوانب الإبداعية الأخرى عند " جميلة العلايلي " ، مثل : القصة ، الرواية ، المقال النقدي والصحفي . وتأتي هذه الدراسة لسد وجه من أوجه القصور التي أغفلتْ شعر المرأة العربية في العصر الحديث ، وشعر "جميلة" خاصة ، وقد استشعر أبو شادي هذا القصور في تقديمه لديوانها(نبضات شاعرة) ، حين قال : " هذه ثروة جديدة تُضاف إلى شعرنا العربي الحديثة ، قوامها المثالية الروحيَّة العزيزة التي تجلّت ، وما تزال تتجلى في آثار أخرى لجميلة العلايلي .. ولا ريب أنَّ هذا الفنَّ الزاخر لن يجدب معينه ، ولن ينقطع فيضه ، وقد يؤرخ له مستقبلاً بأفضل مما نحسنه نحن المعاصرين ، ولو كنّا منصفين " . وليست هذه الدراسة سوى محاولة لإنصافها ، ووضعها في مكانها اللائق الذي يقرره لها إنتاجها الثر ، وتاريخها الطويل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق